تســــاؤل:
كان أخي الأكبر يسب أمي الراحلة سبابا فاحشا ويتطاول عليها بالضرب، ورغم أنني حاولت إصلاح الأمر في آخر أيامها، إلا أنني وبعد سنوات من وفاتها لا أستطيع التعامل مع هذا الأخ أو حتي النظر في وجهه، وهو يريد صلة الرحم معي الآن، وحاولت نسيان ما فعل ولكني فشلت تماما، فماذا أفعل؟ وهل سيؤاخذني الله تعالي علي ذلك؟
الجـــواب:
أجاب علي هذا التساؤل الدكتور سعيد عامر، أمين عام لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف، قائلا: أمر الإسلام بالبر والإحسان بالوالدين، والآيات في ذلك كثيرة، منها قول تعالي: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} [لقمان:14] وقوله تعالي: {وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [الإسراء:23].
وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي تلي عقوبة الشرك، وعقاب العاق لوالديه يكون في الدنيا والآخرة، فكما تدين تدان، فالعقوق دين لابد من قضائه في الدنيا قبل الآخرة.
وهذا الابن الذي كان يوجه السباب لأمه، والله تعالي يقول: {فلا تقل لهما أف} [الإسراء:23] هو ابن عاق لأمه، وفعله الآن من عزمه علي صلة الأرحام، ربما يكفر الله بها بعض الذنوب، فصلة الأرحام سبب لدخول الجنة، وصلة الأرحام بها بركة العمر وزيادة الرزق، فعلي الأخ أن يأخذ بيد أخيه إلي التوبة النصوح، وإلي العمل الصالح، وأن يكون بارا بأمه بعد موتها، فإن أبر البر بر الوالدين بعد موتهما، فمن فاته بر والديه في حياتهما ولم يكن قد أحسن إليهما وأراد أن يعدل من حاله أو من حالة العقوق إلي البر، فعليه أن يعمل بحديث النبي صلي الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ فقال صلي الله عليه وسلم: «نعم، الصلاة عليهما، والإستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما»، فعلي الأخ أن يساعد أخاه علي التوبة وعلي البر بوالديه بعد موتهما، وعلي صلة الأرحام.
إعداد: حسني كمال.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.